فضاء حر

عذرا ..عبدالإله حيدر ..فإن سجنك هو الحرية

يمنات

الصحفي عبدالإله حيدر شائع يقبع خلف القضبان منذ أكثر من ثلاث سنوات دون ذنب أقترفه، وذنبة الوحيد هو أنه صدق أن بلده اليمن ينعم بالحرية، وأن أمريكا راعية حقيقية لهذه الحرية، وأوصلته قناعته هذه إلى أن يدفع الثمن غاليا، فأصبح سجنه يمثل صورة واقعية للتفريط بالسيادة الوطنية بالنسبة للسلطات اليمنية، بينما يمثل السجن بالنسبة لحيدر الطريق إلى الحرية الحقيقية، حيث أن أمر إطلاقه لم يعد بيد الحكومة أو القضاء اليمني، وهذا ما يجعلنا نتأسف على ما وصلنا إلية من انبطاح كبير سواء في عهد النظام السابق أو في ظل هذا النظام القديم /الجديد، إذ عبدالإله ما يزال خلف القضبان رغم تغير النظام إذا ما افترضنا ذلك صحيحا، فاستمرار تقييد حرية الصحفي حيدر إهانة كبيرة ووصمة عار في جبين كل الشخصيات السياسية من مثقفين وقادة أحزاب وكتاب وحقوقيين وصحفيين، فماذا سيقدم كل هؤلاء لليمن وهم عاجزون عن رفع الظلم عن هذا الصحفي والذي يمثل انتهاك صارخ للسيادة اليمنية وتدخل سافر في الشؤون الداخلية ،فهذا مواطن يمني يعاني من ظلم دولة كبيرة استخدمت نفوذها باليمن لتمارس عملا إرهابيا بحقة، حتى أصبح بلا وطن يحميه.

و قد تفاءلنا كثيرا بإطلاق سراح السجين /عبدالكريم لالجي ورفيقه، مع بدء الحوار الوطني، والمطلوب من كل الأحرار في لجنة الحوار الضغط على السلطة إن كان باقي لها قيمة لدى أمريكا بأن توجه بإطلاق سراحه، على الأقل لنعيد ثقتنا بهذه الحكومة، مالم على أحرار لجنة الحوار وبالذات ممثلي ساحات الحرية أن يعلقوا مشاركتهم في الحوار حتى يتم إطلاق سراحه، كونهم يمثلوا كل الثوار الذين خرجوا من أجل الحرية، ،والمطلوب من بقية القوى خارج لجنة الحوار الآن وبعد أن خرجنا جميعا لننتصر للحرية، أن نحولها إلى ممارسة على أرض الواقع ،وأن لا نكتف باستخدامها في خطاباتنا وشعاراتنا ،بينما هي مغيبة عن ممارساتنا،.. وأول خطوة لتحويل الحرية من شعار إلى ممارسة هي إطلاق سراح الصحفي عبدالإله حيدر، وذلك عبر دعوة شجاعة من كل المهتمين بإقامة اعتصام دائم أمام مقر جهاز الأمن السياسي بصنعاء ولا يرفع هذا الاعتصام حتى يتم إطلاق سراحه، فالصمت عار، وعار كبير جدا أن يظل عبدالإله خلف القضبان، ونحن نطبل ليلا ونهارا بانتهاء عهد الاستبداد وانتقالنا إلى يمن جديد تسوده الحرية والديمقراطية والعدالة، فكيف نتغنى بهذه الشعارات والواقع غير ذلك؟؟

فكفى صمتا ودعممة..

أين وزارة حقوق الإنسان الثورية ،أين المنظمات الحقوقية، أين الكتاب ،أين أصحاب الرأي، أين قادة الأحزاب ؟

هل كل هؤلاء يعلمون وصامتين ،أم أنهم لا يعلمون، أو لا يريدون أن يعلموا؟

عبدالإله حيدر ضحية لانتهاك السيادة الوطنية ،فإذا لم نحافظ على سيادتنا وندافع عنها فبالتأكيد ستتعرض لانتهاك أكبر، وسيؤدي ذلك إلى انقسام المجتمع اليمني بين عميل مرتزق يفضل المال على التربة الوطنية، ووطني شريف يفضل الموت على الحياة في وطن مستباح…

فأطمئن يا عزيزي عبدالإله فإن القسم الأخير من المجتمع سيحول سجنك إلى طريق للحرية ويجعل من معاناتك عنوان لإخراج اليمن من تحت الوصاية والاستعباد الخليجي/الأمريكي.

زر الذهاب إلى الأعلى